للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحص ما تركه الأمريكيون، وتقديم تقرير عما قاموا به من حفائر، ومن ثم فقد تيسر له أن يزور المنطقة، وأن يأخذ لها كثيرًا من الصور "الفوتوغرافية"١.

وفي مايو ١٩٥٩م، قام أستاذنا الدكتور أحمد فخري -أستاذ تاريخ مصر الفرعونية والشرق الأدنى القديم بجامعة القاهرة -برحلته الثالثة إلى اليمن- وكانت رحلته الثانية في عام ١٩٤٨م- وفيها زار مأرب وآثارها للمرة الثانية، ونقل نقوشًا جديدة لم تكن معروفة من قبل، كما نجح في الوصول إلى موقع معبد في منطقة المساجد، وهو معبد كبير في حالة لا بأس بها، وقد شيده "يدع إيل ذريح"، والذي شيد كذلك معبد صرواح ومعبد مأرب، وبالرغم من أن اسم هذه المنطقة الأثرية كان معروفًا لنا من روايات البدو، فقد ظل أشبه بأسطورة، ولم يسبق للأثريين من قبل زيارته أو أخذ صور فوتوغرافية له٢.

وأخيرًا، وفي عام ١٩٦٠، عادت البعثة الأمريكية للحفر في "ظفار" بعمان، لإكمال ما بدأته في المرة الأولى، حيث كشفت عن بعض الجوانب في تاريخ هذه المنطقة التابعة لسلطنة عمان٣، هذا وقد تمت كذلك تنقيبات في "تاج" و"وادي الفاو" عام ١٩٦٨م، بإشراف بعثة متحف أرهوس الدنماركية، وفي نجران في عام ١٩٦٨م كذلك، بواسطة "معهد سيمشونيان بواشنطن"٤.

ولعل من الجدير بالذكر هنا أن الزميل الأستاذ شرف الدين قام بعدة جولات في مناطق الآثار في بلاد اليمن، زار فيها مأرب والجوف وظفار وبيجان، والحدأ وذمار ورداع وهمدان وأرحب، عاد منها وفي حوزته مئات من الصور الفوتوغرافية والنسخ الخطية والأبحاث والخرائط، أصدر أول كتاب له عن لغة المسند في عام ١٩٦٨م، متضمنًا تراجم عدد من النقوش وبعض الملاحظات عن قواعد لهجات "المسند" كالمعينية والسبئية والقتبانية٥، كما أصدر في عام ١٩٧٥م كتابًا آخر عن


١ أحمد فخري: المرجع السابق ص١٥٨.
٢ أحمد فخري: المرجع السابق ص١٥٩، "وقد نشر بحثًا مختصرًا عن هذا المعبد في المؤتمر الثالث للآثار في البلاد العربية، المنعقد في فاس في نوفمبر ١٩٥٩م، تحت عنوان "أحدث الاكتشافات الأثرية في اليمن: "معبد المساجد في بلاد مراد".
٣ BASOR, ١٥٩, ١٩٦٠, P.١٤
٤ أحمد حسين شرف الدين: اللغة العربية في عصور ما قبل الإسلام، القاهرة ١٩٧٥ ص٢٨.
٥ نفس المرجع السابق ص٢٩.

<<  <   >  >>