للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمع "حَقْو"١ و"أدْلٍ" جمع "دلو" فيقال: "عَرْقِية" و"تَرْقِية" و"قَمَحْدِية" كما قالوا: "أحقٍ" و"أدلٍ" و"أجرٍ" فلولا أنهم قد أجروا الهاء في "ترقوة" و"قمحدوة" مجرى الراء في "منصور" والطاء في "عضرفوط" فصحت الواو قبلها كما صحت قبل الراء والطاء، لوجب أن تقلب ياء على ما قدمناه من أمرهما، فكما جاز أن تشبه هاء التأنيث في هذا كله وغيره باللام الأصلية كذلك أيضًا أن تجرى الهاء المقدرة في "أرض" مجرى اللام الأصلية، فيعوض من حذفها من "أرض" أن يجمع الاسم بالواو والنون في "أرْضُون" كما عوِّض من حذف لام

"برة" و"مائة" و"سنة" أن تجمع بالواو والنون في "برون" و"مئون" و"سنون"، كما كسرت سين "سنة" في قولك "سِنون" كذلك فتحت راء "أرض" في قولهم "أرَضون" ليدخل الكلمة ضرب من التغيير، ولذلك أجازوا أيضًا في نحو "قلة" و"برة" أن يكسروا أوائلها في "بِرون" و"قِلون" ليدخل المثال أيضًا جزء من التغيير.

فإن قلت: فإذا كان الأمر كذلك فما بالهم قالوا في جمع "حَرَّة"٢ "حَرُّون" وفي "إِحَرَّة": "إِحَرُّون"، وفي "إِوَزَّة": "إِوَزُّون".

وقال الراجز٣:

لا خَمْسَ إلا جَنْدَلُ الإحَرِّين٤


١ الحقو: الخصر، ومشد الإزار من الجنب، اللسان "١٤ / ١٨٩" مادة/ حقا.
٢ الحرة: أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار. اللسان "٤/ ١٧٩".
٣ الشاعر هو زيد بن عتاهية كما ذكره اللسان في مادة "حرر" "٤ / ١٨٠".
٤ المعنى: ليس لك اليوم إلا الحجارة والخيبة. وكان زيد لما عظم البلاء بصفين قد انهزم ولحق بالكوفة، وكان علي رضي الله عنه قد أعطى أصحابة يوم الجمل خمسمائة من بيت مال البصرة، فلما قدم زيد على أهله قالت له ابنته: أين خمس المائة؟ فقال أبياتًا منها البيت الشاهد هذا.
إعراب الشاهد:
لا: نافية للجنس تعمل عمل إن.
خمس: اسم لا منصوب وعلامة النصب الفتحة الظاهرة.
إلا: أداة استثناء ملغاة لأن الأسلوب ناقص منفي.
جندل: خبر لا مرفوع وعلامة الرفع الضمة الظاهرة.
الإحرين: مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>