للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضربه عثمان ولم يمنعه عطاءه، وإنما كان يعرف له قدره ومكانته، كما كان ابن مسعود شديد الالتزام بطاعة إمامه الذي بايع له وهو يعتقد أنه خير المسلمين وقت البيعة، لكن المبتدعة من أهل الرفض "غرضهم التكفير أو التفسيق للخلفاء الثلاثة بأشياء لا يفسق بها واحد من الولاة، فكيف يفسق بها أولئك١ رضي الله عنهم أجمعين.

ومن مطاعنهم على ذي النورين ـ رضي الله عنه ـ: أنهم يقولون: إنه ضرب عمار بن ياسر حتى صار به فتقاً، وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "عمار جلدة ما بين عيني" ... وكان عمار يطعن عليه٢.

والرد على هذه القصة:

أنها إفك واضح ولو حصل له ما ذكر ما عاش إلى أن قتل شهيداً في موقعة صفين٣.

وقد ذكر ابن جرير الطبري: عن سعيد بن المسيب أنه كان بين عمار وعباس بن عتبة بن أبي لهب خلاف حمل عثمان على أن يؤدبهما عليه بالضرب٤، وهذا مما يفعله ولي الأمر في مثل هذه الأحوال قبل عثمان وبعده، وكم فعل الفاروق مثل ذلك بأمثال عمار ومن هم خير من عمار بما له من حق الولاية على المسلمين٥.

ولما بث السبئيون الإشاعات حول عمال عثمان وصاروا يرسلون الكتب


١ـ منهاج السنة ٣/١٩١.
٢ـ منهاج الكرامة المطبوع مع منهاج السنة ٣/١٧٣، وانظر كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة ١/٥٣-٥٤، الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ٣/٣٣، حق اليقين ١/١٩٠.
٣ـ انظر تاريخ الأمم والملوك ٥/٣٨-٤٢.
٤ـ المصدر السابق ٤/٣٩٩.
٥ـ المصدر السابق ٤/٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>