بسم الله والحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ففي يوم الاثنين الواحد والعشرين من شهر رجب سنة ١٤١٤ هـ، وفى الروضة النبوية الشريفة وفقني الله تعالى لأبيض هذه الخاتمة بيض الله وجهي ووجه كل مؤمن ومؤمنة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، راجيا بذلك من الله تعالى أن ينفعني وينفع كل مؤمن ومؤمنة يقرأ هذه النداءات الرحمانية. أو يستمع إليها، ويجيب من دعاه وهو الله وليه ومولاه فإن أمره بأمر قام به، وإن نهاه عن شئ انتهى عنه، وإن رغبه في خير رغب فيه، وإن حذرة من شر حذره، وإن بشره بخير سر بالبشرى وحمد الله وشكر. وإن أنذره خاف وتاب واستغفر. إذ هذا شأن المؤمن الصادق الإيمان، والمسلم الحسن الإسلام المهيأ بفضل الله للجنة دار السلام.
هذا ولا يفوتني أن أرغب كل مؤمن ومؤمنة في قراءة هذه النداءات الرحمانية، وحفظها وإجابة الداعي الرحمن فيها نداء بعد نداء. ولا أحسب أن مؤمنا يجد في تحصيلها حفظا وفهما وعملا يبقى في ظلام الجهل أبدا بل سيرقى إلى أفضل مستوى علمي يرفع الله تعالى إليه من يشاء من عباده المؤمنين به وبلقائه. وهنا أذكر منبها لافتا النظر على أن ما يشكوه المسلمون من فرقة وضعف وانحراف، بل وضياع وخسران مرده إلى الجهل بالله تعالى، وبمحابه ومساخطه، وما عنده لأوليائه، وما لديه لأعدائه. وأن الطريق إلى الخروج من هذه المظاهر المؤلمة المحزنة التي تعيشها أمة الإسلام منذ قرون عدة هو العلم واليقين فيه، وأن كيفية الحصول على العلم المطلوب هو أن يتعهد أهل كل حي من أحياء المدن وأهل كل قرية من القرى بأن يجتمعوا كل ليلة من المغرب إلى العشاء في مسجدهم الجامع لهم يدرسون كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك طوال العام لا يتخلف رجل منهم ولا إمراة ولا ولد إلا معذورا عذرا حقيقيا. إنهم لا يمضى عليهم طويل زمن إلا وهم علماء ربانيون أولياء لله تعالى صالحون لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. مع العلم أن هذا الطلب للعلم والهدى والاستقامة والرضا والحب والولاء والمودة لا يكلفهم من الجهد شيئا ولا من المال قليلا ولا كثيرا، وأمر أخر ألفت النظر إليه وهو أن العالم البشرى كله إذا دقت الساعة السادسة مساء أوقف