للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النداء الثامن والثلاثون: في تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام]

الآيتان ٩٠ _ ٩١ من سورة المائدة

أعوذ بالله الشيطان الرجيم

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} .

الشرح:

لا تنس أيها القارئ الكريم أن الإيمان بمثابة الروح للإنسان، فمن آمن وصح إيمانه فقد حيى وأصبح أهلا لأن يؤمر فيمتثل ويفعل، وينهى فيمتثل وينتهى، وذلك لكمال حياته. وإن الكافر كالميت لا يسمع ولا يبصر، ولا يفهم ولا يعقل، ولذا لا يكلف إلا بعد حياته بالإيمان بالله ولقائه، وكتاب الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، فاذكر هذا ولا تنسه، واعلم أن هذا النداء الإلهي الثامن والثلاثون من نداءات الرحمن لأوليائه المؤمنين المتقين يحمل لهم تحريمه تعالى عنهم أربعة أشياء وهى: الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، إذ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .

فالخمر هي كل ما خامر العقل؛ أي ستره فأصلح صاحبه يهذر في كلامه، ولا يعي ما يقول حتى إنه قد ينطق بالسوء، أو يأتى منكرا من الفعل.

والميسر أصله اللعب بالقداح للقمار، وأصبح يطلق الميسر على القمار، فكل لعب يقامر به هو ميسر.

والأنصاب جمع نصب، وهو ما ينصب من الأحجار والتماثيل والصور للعبادة بأي صورة من صور العبادة كالتعظيم، والتمسح، والعكوف حولها، والحلف بها، والنذر لها.

والأزلام جمع زلم، وهى سهام يستقسمون بها في الجاهلية، وهى عبارة عن ثلاثة سهام كتب على أحدها أمرني ربى، وعلى الثاني نهاني ربى، والثالث مهمل لم يكتب عليه شئ، فإذا أراد الرجل أن يسافر أو يتزوج أو ..... يأتى صاحب الأزلام فيطلب منه

<<  <   >  >>