هل تذكر أيها القارئ الكريم سر نداء الله للمؤمنين بعنوان الإيمان وهو أن المؤمن حي بإيمانه يسمع ويعقل ويقدر على الفعل والترك بخلاف الكافر فإنه في حكم الميت إذ هو لا يسمع نداء الله عز وجل، ولا يجيب ولا يعقل ولا يفهم.
وهل تذكر أن الله تعالى لا ينادى المؤمنين إلا ليأمرهم أو ينهاهم أو يبشرهم، أو ينذرهم، إذ في الأمر فعل ما يزكى نفوسهم، وفى النهى ما يبعدهم عما يدسيها ويخبثها. وفى البشارة ما يرغبهم في الصالحات. وفى النذارة ما يبعدهم عن مقارفة الذنوب المدسية للنفس، وها هو ذا تعالى في هذا النداء يأمرهم بتقواه إذ قال عز من قائل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} أي خافوه خوفا يحملكم على طاعته إذ بطاعته تكون الوقاية من غضبه تعالى وعقابه في الدنيا والآخرة، وكما أمرهم بتقواه لينجوا من عذابه، أمرهم بما يرفع درجاتهم، ويعلى منازلهم ومقاماتهم في الدنيا والآخرة، ألا وهو التقرب إليه بنوافل العبادات كنوافل الصلاة والصيام والصدقات والحج والعمرة، والذكر والدعاء وما إلى ذلك من نوافل العبادات، فقال تعالى:{وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} أي اطلبوا العمل الصالح متوسلين به إليه تعالى، وهو سائر القرب التي يتقرب بها العبد إلى ربه ليظفر بحبه، ورضاه والقرب منه، واذكر أيها القارئ الكريم والمستمع المستفيد انه شاع بين المسلمين أنواع من الشرك سموها وسيلة، ذلك لغلبة الجهل في الأمة الإسلامية؛ إذ العدو الكافر أبعدهم عن