للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحرام لا يكون رزقا، والطيب هو ما لم يكن مستقذرا ولا مستخبثا ولا محرما.

وأخيرا أمرهم تعالى وهو أمر لكل مؤمن ومؤمنة ممن نزلت فيهم الآية ومن غيرهم إلى يوم القيامة أمرهم بتقوى الله عز وجل وذلك بطاعته فيما حرم وأحل، وفيما أمر ونهى من سائر ما حواه شرعه وبينه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقوله: {الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} تذكير لهم بإيمانهم به سبحانه وتعالى فإن من آمن بالله وعرف صفات جلاله وكماله من قدرة وعلم وحكمة ورحمة لا يخطر بباله معصيته فضلا عن أن يعصيه، فكيف تجرءون على تحريم ما أحل، ولم يوبخهم سبحانه وتعالى في هذا التوجيه؛ لأنهم ما حرموا ما حرموا على أنفسهم لا على غيرهم إلا طلبا لمرضاته وسعيا وراء حبه سبحانه وتعالى.

هذا واعلم أيها القارئ الكريم أن هذه الآية ترد على غلاة المترهبين وأهل البطالة من بعض المتصوفين الذين يلبسون الصوف لا غير ويمتنعون عن لذيذ الطعام والشراب.

واعلم أيضا أن من حرم ما أحل الله لا يحرم عليه ما حرمه إلا الزوجة فإنها إذا حرمها تحرم، فمن قال لزوجته أنت على حرام وأراد طلاقها تطلقت، وإن لم يرد طلاقها كفر كفارة يمين وعادت إليه ولا تحرم عليه فاذكر هذا والله ولى المتقين.

وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <   >  >>