اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} أي يبيح ويمنع، ويحل ويحرم، يبيح ما يريد إباحته، ويمنع ما يريد منعه، ويحل ما يريد حله، ويحرم ما يريد تحريمه، وكل ذلك تابع لعلمه وحكمته ورحمته وقدرته، فلذا الحلال ما أحل الله ورسوله، والحرام ما حرم الله ورسوله ولا يحل لمؤمن أن يحرم ما أحل الله ورسوله، ولا أن يحل ما حرم الله ورسوله.
فلنذكر هذا أيها القارئ والمستمع حتى تقدر على طاعة الله ورسوله بالوفاء بالعقود، ومنها أن نشكر الله تعالى على نعمه، ولا نحرم ما أحل لعباده، ولا نحل ما حرم عليهم ولنفوض ذلك لله الذي يحكم ما يريد لعلمه الذي أحاط بكل شئ وحكمته التي لا يخلو منها شئ، ورحمته التي وسعت كل شئ، وقدرته التي لا يعجزها شئ. ولنقل آمنا بالله. والحمد لله.