للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرى ويمسح يديه إلى المرفقين وإن اكتفى بكفيه أجزأه ذلك لحديث عمار بن ياسر إذا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنما يكفيك أن تفغل هكذا ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين، وظاهر كفيه ووجهه ".

٧-من لطفه تعالى ورحمته ولإحسانه إلى عباده المؤمنين أنه لما أمرهم بالوضوء والغسل والتيمم عند انعدام الماء أو عدم القدرة على استعماله؛ لاطفهم بقوله سبحانه وتعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} أي عنت ومشقة، وإنما يريد طهارتهم ظاهرا وباطنا، وليتم نعمته عليكم بهدايتكم إلى الإسلام وبيان شرائعه ودعوتكم إلى القيام بها، إذ هي مصدر سعادتكم وكمالكم في الدارين وليعدكم بذلك إلى شكره، إذ سر الحياة بكاملها هو ذكر الله تعالى وشكره، وذكره يكون باللقب واللسان، وشكره يكون بالجوارح والأبدان، فالوضوء وغسل والتيمم من مظاهر الشكر لله تعالى على نعمة الإيجاد والإمداد فاللهم اجعلنا لك من الذاكرين الشاكرين، وأعنا عليهما، وعلى حسن عبادتك يا رب العالمين.

وأخيرا أيها القارئ إليك هذه الجائزة العظيمة وهى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ أفأحسن الوضوء ثم رفع طرفه إلى السماء وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له أبواب الجنة الثمانية " ١ فاذكر هذا واعلمه ولا تتركه فإنه كنز ثمين وخير كثير والسلام عليك ما واظبت وواصلت.

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


١ في رواية زيادة كلمة: (يدخل من أيها يشاء) .

<<  <   >  >>