للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإسلامية، حتى يمكن تكوين جيل قادر على المواجهة الفكرية الجَادَّةِ لشُبُهات المُسْتَشْرِقِينَ - وما أكثرها - وفي المقدمة ما يتعلَّق بالعقيدة، والقرآن، والسُنَّة، والفقه، والسيرة النبوية ... وأحمد الله أنْ سبقت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في هذا الميدان، فأنشأت قسم الاسْتِشْرَاق في المعهد العالي للدعوة الإسلامية، وبدأت الدراسة فيه عام ١٤٠٣ هـ ويشتمل على عدة شُعَبٍ.

الأولى: شُعْبةُ الدراسات الإسلامية عند المُسْتَشْرِقِينَ، وتَهْتَمُّ بالدراسات القرآنية، والحديثيَّة، والفقهيَّة الأصولية، والسيرة، والتاريخ، إضافة إلى ما يتعَلَّقُ بالمجتمع الإسلامي.

الثانية: شُعْبَةُ الدراسات اللغوية عند المُسْتَشْرِقِينَ، ويهتم فيها بدراسات المُسْتَشْرِقِينَ للُّغات الإسلامية بصفة عامة، واللغة العربية بصورة خاصة ... الخ.

الثالثة: شُعبة المراكز الاستشراقية ... (١).

مع مراعاة الحوار بأدب الإسلام مع المعتدلين من المُسْتَشْرِقِينَ.

ثانياً: ضرورة إنشاء دائرة معارف إسلامية جديدة، فلا يجوز أنْ يظلَّ كثيرون يقتاتون فكرياً من " دائرة المعارف الإسلامية " التي قام بإعدادها المُسْتَشْرِقُونَ قبل الحرب العالمية الثانية، فقد تجاوزها المُسْتَشْرِقُونَ - كما يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق (٢) - وانتهوا منذ بضع سنوات من إصدار دائرة معارف إسلامية باللغة العربية واللغات الأوروبية الرئيسة، تقف على الأقل في مستوى " دائرة المعارف الإسلامية " لِلْمُسْتَشْرِقِينَ تخطيطاً وتنظيماً، وتتفوَّقُ عليها عِلْمِيًّا، وتنقل وجهة النظر الإسلامية في شَتَّى فروع الدراسات الإسلامية والعربية إلى المسلمين، وغير المسلمين، على السواء، فكل فراغ فكري لدينا لا نشغله بأفكار من عندنا يكون عُرضةً للاستجابة لأفكار منافية، وَرُبَّمَا مُعادية لأفكارنا.


(١) انظر مجلة " النور " بيت التمويل الكويتي: السَنَة الخامسة، العدد ٥٤ / ص ٢٨ وما بعدها. رجب ١٤٠٨ هـ - مارس ١٩٨٨ م.
(٢) " الاسْتِشْرَاق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ": ص ١٤٢ وما بعدها بتصرف.

<<  <   >  >>