للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أفصح الذين قاموا بترجمة تلك الدائرة عن أثر ذلك، حيث قالوا: وليست فائدة هذه الدائرة قاصرة على الناحية الثقافية وحدها، ولكنها مفيدة في بعث الحضارة الإسلامية، مفيدة في تكوين الرأي العام الإسلامي!، وتدعيم تقاليده!، والكشف عن مُثُلِهِ العُليا، وذلك لأَنَّ مُهِمَّةَ دائرة المعارف أكبر من مُهِمَّةِ الجامعة في تكوين الرأي العام، لِمَا فيها من الشُمُول، مع العمق، والتحقُّق، والترتيب، على سهولة في الآسلوب واللغة لا تجعلها وقفاً على الخواص وأشباه الخواص!، ولسنا نَشُكُّ في أنَّ دائرة المعارف الإسلامية هذه ستكون من أقوى الدعائم التي يعتمد عليها في كتابة دائرة المعارف الكبرى التي يتحرَّق الناطقون بالضاد شوقاً إلى ظهورها»!!.

وفي هذا بيان أثر هذه الدائرة في تكوين الرأي العام الإسلامي، ومن ثَمَّ تكون أباطيل المُسْتَشْرِقِينَ وانحرافاتهم تحت أعين الناس مألوفة مُقرَّرة، وليس يدفع من شرها ما يوضع في ذيول الصفحات من تعليق أو تصحيح، فالقوم - كما أسلفنا - يُقَدِّمُونَ شُبُهُاتِهِمْ في أساليب يعجز عنها الشيطان (١)!

ثالثاً: ضرورة إنشاء موسوعة للرد على المُسْتَشْرِقِينَ، لأَنَّ المواجهة الفكرية الجادَّة هي الطريق الصحيح، ولا يكفي أنْ نقول: إنَّ ما يكتبونه كلام فارغ، فهذا الكلام الفارغ مكتوب بشتَّى اللُّغات الحَيَّةِ، ومنتشر انتشاراً واسعاً على مستوى عالمي، ومواجهته لاَ بُدَّ أنْ تكون على المستوى العالمي نفسه، وبالكلام «المليان» على حد تعبير الدكتور حسين مؤنس (٢).

وقد دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في القاهرة في نهاية عام ١٩٧٩ إلى ندوة لمناقشة موضوع إعداد «موسوعة للرَدِّ على المُسْتَشْرِقِينَ» وقد حضر هذه الندوة عدد يزيد على العشرين من العلماء والمُفَكِّرِينَ المُهْتَمِّينَ بهذا الموضوع، وكان الدكتور محمود حمدي زقزوق مُقَرِّراً لهذه الندوة التي عقدت جلساتها على مدى ثلاثة أيام، وقام بإعداد تقرير ختامي.


(١) انظر مقدمة كتابنا " الجامع المفهرس لألفاظ صحيح مسلم ".
(٢) " الاسْتِشْرَاق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ": ص ١٣٠، ١٣١ نقلاً عن مقال له ألحقه الدكتور محمد البهي بكتابه " الفكر الإسلامي الحديث ": ص ٥٧٦، ٥٧٧.

<<  <   >  >>