[٢٦١] فانطلقوا فأعلموا أباه، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه، فدخلا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالا: يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفلون العانى، وتطعمون الأسير، جيئناك فى ابننا عندك فامنن علينا، فإنا سنرفع لك فى الفداء.
قال:«ما هو؟». قالوا: زيدا. قال:«فهلا غير ذلك». قالوا: ما هو؟
قال:«ادعوه فخيروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء، وإن اختارنى فو الله ما أنّا بالذى أختار على من اختارنى أحدا». قالا: قد زدتنا على النصف، فدعاه فقال:«هل تعرف هؤلاء؟». قال: هذا أبى وهذا عمى، قال:«فأنا من قد علمت؛ فاخترنى أو اخترهما». فقال: ما أنا بالذى اختار عليك أحدا، فقالا:
ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك؟ قال: نعم إنى قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذى أختار عليه أحدا أبدا.
فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال:«يا من حضر اشهدوا أنّ زيدا ابنى أرثه ويرثنى». فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا، فدعى زيدا ابن محمد إلى أن جاء الإسلام، فزوجه النبى زينب بنت جحش.
[٢٦٢] قال الزهرى: زيد أول من أسلم، وقال غيره: أسلم بعد علىّ، وقيل:
أول من أسلم من الموالى هو، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، واستخلفه النبى صلّى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج إلى المريسيع، وخرج أميرا فى سبع سرايا، ولم يذكر فى القرآن صحابى باسمه غيره، وقتل يوم مؤته، وروى أربعة أحاديث، ولم يذكر له شىء فى الصحاح.
[٢٦٣] مصطح بن أثاثة رضى الله عنه: واسمه عوف، ولكن مسطح كان لقبا له، ولا نعلمه روى عن النبى شيئا.
[٢٦٤] سالم مولى أبى حذيفة رضى الله عنه: وكان يؤمّ المهاجرين بقباء، وقد روى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولا يحصى كم روى، وقال الدار قطنىّ: انفرد البخارى عنه.