لم يرحل ابن الجوزى فى الحديث، ولكنه سمع من أبى القاسم ابن الحصين، وأبى الوقت السّجزىّ، وابن ناصر، وابن البّطىّ، وأبى الحسن على بن عبيد الله بن نصر بن السرّى، وطائفة مجموعهم: نيف وثمانون شيخا قد خرّج عنهم (مشيخة) فى جزءين.
[تلاميذه]
حدث عنه ولده الصاحب العلامة؛ محيى الدين يوسف؛ أستاذ دار المستعصم بالله، وولده الكبير، علىّ الناسخ، وسبطه الواعظ، شمس الدين يوسف بن قز غلى الحنفى وصاحب (مرآة الزمان) وابن الدبيثى، وابن البخار، وابن خليل، وخلق سواهم.
[مكانته العلمية]
قال عنه الحافظ الذهبى: هو الشيخ الإمام العلامة، الحافظ المفسر، شيخ الإسلام، مفخر العراق، وكان رأسا فى التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديها، ويسهب، ويعجب ويطرب ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، ويقيم بفنونه مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع فى النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا فى التفسير، علامة فى السير والتاريخ، موصوفا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيها، عليما بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة فى الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار، وإكباب على الجمع والتصنيف، ما عرفت أحدا صنف ما صنف.
ومن غرر ألفاظه: من قنع، طاب عيشه، ومن طمع، طال طيشه.
وسأله رجل: أيما أفضل: أسبّح أو أستغفر؟ قال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور.
[وقال أبو عبد الله بن الدبيثى فى (تاريخه)]
شيخنا جمال الدين صاحب التصانيف فى فنون العلوم من التفسير والفقه والحديث والتواريخ وغير ذلك.
وإليه انتهت معرفة الحيدث وعلومه، والوقوف على صحيحه من سقيمه.