[٤٦٣] روى أبو بكر بن أبى حيثمة بإسناد له، عن زيد بن أبى أوفى قال:
دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى مسجد المدينة فجعل يقول:«أين فلان أين فلان». فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده فقال:«إنّى محدثّكم بحديث فاحفظوه، وعوه، وحدّثوا به من بعدكم إنّ الله اصطفى من خلقه خلقا، ثم تلا هذه الآية {اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النّاسِ}[الحج:٧٥].
وإنّى أصطفى منكم من أحبّ أن أصطفيه، ومؤاخ بينكم، كما أخى الله بين الملائكة، قم يا أبا بكر، فقام فجثى بين يديه، فقال: إن لك عندى يدا؛ الله يجزيك بها، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا، فأنت منّى بمنزلة قميص من جسدى، وحرك قميصه بيده ثم قال: أدن يا عمر، فدنا فقال: قد كنت شديد الشغب علينا فدعوت الله أن يعزّ بك الدّين، أو بأبى جهل، ففعل الله ذلك بك، وكنت أحبهما إلى الله، فأنت معى فى الجنّة ثالث ثلاثة من هذه، وآخى بينه وبين أبى بكر، ثم دعا سعدا وعمّارا فآخى بينهما».
[وهذه تسمية الذين آخى بينهم ذكرناها على الحروف، واعتبرنا الاسم الأول]
[٤٦٤] حرف الألف: آخى بين: أبىّ بن كعب، وطلحة بن عبيد الله. وبين إياس بن البكير، والحرث بن خزمة. وبين الأرقم، وأبى طلحة.
[٤٦٥] حرف الباء: آخى بين: بشر بن البراء، وواقد بن عبد الله. وبين بلال، وعبيدة بن الحارث.