وهو يقول: أنا والله مشتاق إلى الجنة، ثم رأيت ابنه خلادا يعدو فى أثره حتى قتلا جميعا، ودفن عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو بن حرام فى قبر واحد، فخرّب السيل القبر فحفر عنهما بعد ست وأربعين سنة، فوجدا لم يتغيرا، كأنما ماتا بالأمس، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لبنى سلمة:«من سيّدكم؟».
قالوا: الجّد بن قس وإنا لنحله فقال: «وأى داء أدوأ من البخل؛ بل سيّدكم الجعد الأبيض؛ عمرو بن الجموح». ولا نعلمه أسند شيئا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
[٣٣٠] جابر بن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه: خلفه أبوه على أخواته وكن تسعا يوم بدر ويوم أحد، وشهد ما بعد ذلك.
[٣٣١] وروى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ألف حديث وخمس مائة وأربعين حديثا، أخرج له منها فى الصحيحين: مائتان وعشرة، المتفق عليه منها، ثمانية وخمسون، وانفرد البخارى بستة وعشرين، ومسلم بمائة وستة وعشرين.
[٣٣٢] كعب بن مالك رضى الله عنه: أحد الثلاثة الذين خلّفوا، شهد أحدا والخندق.
[٣٣٣] روى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثمانين حديثا، أخرج له منها فى الصحيحين: ستة أحاديث، المتفق عليه منها، ثلاثة، وانفرد البخارى بحديث، ومسلم بحديثين، فأما رفيقاه اللذان خلّفا معه فلا نعلمهما أسندا شيئا.
[٣٣٤] عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه: أمه، أم رومان، لم يزل على دين قومه حتى شهد معهم بدرا، فقام إلى المسلمين فدعا إلى المبارزة، فنهض إليه الصديق، فقال له النبى صلّى الله عليه وسلم:«متّعنا بنفسك».، ثم أسلم عبد الرحمن فى هدنة الحديبية، وهاجر ومات سنة ثلاث وخمسين فجأة بالحبشىّ، وهو جبل بينه وبين مكة ستة أميال، فحمل إلى مكة، فقدمت عائشة وأتت قبره فصلت عليه وتمثلت:
وكنا كندمانى جذيمة برهة ... من الدّهر حتّى قيل لن يتصدعا