لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا ... لطم الخدود ولا جدع المعاطيس
من يوم طوس الذي نادت بروعته ... لنا النعاة وأفواه القراطيس «١»
حقا بأن الرضا أودى الزمان به ... ما يطلب الموت إلّا كلّ منفوس
ذا اللحظتين وذا اليومين مفترش ... رمسا كآخر في يومين مرموس
بمطلع الشمس وافته منيّته ... ما كان يوم الردى عنه بمحبوس
يا نازلا جدثا في غير منزله ... ويا فريسة يوم غير مفروس
لبست ثوب البلى أعزز عليّ به ... لبسا جديدا وثوبا غير ملبوس
صلّى عليك الذي قد كنت تعبده ... تحت الهواجر في تلك الأماليس
لولا مناقضة الدنيا محاسنها ... لما تقايسها أهل المقاييس
أحلّك الله دارا غير زائلة ... في منزل برسول الله مأنوس
قال أبو الفرج:
هذه القصيدة ذكر محمد بن علي بن حمزة أنها في علي بن موسى الرضا.
قال أبو الفرج:
وأنشدني علي بن سليمان الأخفش «٢» لدعبل بن علي الخزاعي «٣» يذكر الرضا والسم الذي سقيه، ويرثي ابنا له، وينعى على الخلفاء من بني العباس:
على الكره ما فارقت أحمد وانطوى ... عليه بناء جندل ورزين «٤»
وأسكنته بيتا خسيسا متاعه ... وإني على رغمي به لضنين
ولولا التأسي بالنبيّ وأهله ... لأسبل من عيني عليه شؤون
هو النفس إلّا أن آل محمد ... لهم دون نفسي في الفؤاد كمين
أضرّ بهم إرث النبيّ فأصبحوا ... يساهم فيه ميتة ومنون
دعتهم ذئاب من أميّة وانتحت ... عليهم دراكا أزمة وسنون