للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابها، ولا يفنى شبابهم " (١) . وصدق الله حيث يقول: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً) [الإنسان: ٢٠] .

وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) [السجدة: ١٧] ، وقد جاء في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) [السجدة: ١٧] (٢) . ورواه مسلم من عدة طرق عن أبي هريرة وجاء في بعض طرقه: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخراً، بلْه (٣) ما أطلعكم الله عليه، ثم قرأ: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) . [السجدة: ١٧] " (٤) . ورواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي قال: شهدت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - في آخر حديثه:


(١) رواه أحمد والترمذي والدارمي، انظر مشكاة المصابيح: (٣/٨٩) ، وهو صحيح بطرقه كما أشار إلى ذلك محقق المشكاة.
(٢) رواه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، فتح الباري: (٦/٣١٨) .
(٣) بله: بفتح الباء وسكون اللام، ومعناها: دع ما أطلعكم الله عليه، فالذي لم يطلعكم عليه أعظم، وكأنه أضرب عنه استقلالاً له في جنب ما لم يطلع عليه، أفاده النووي في شرحه على مسلم (١٧/١٦٦) .
(٤) رواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة وصفة نعيم أهلها: (٢/٢١٧٤) ، ورقم الحديث: ٢٨٢٤.

<<  <   >  >>