(وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)[القصص: ٤١] ، ومن هؤلاء الشيطان (أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير)[لقمان: ٢١] ، (إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)[فاطر: ٦] .
وهؤلاء الذين يدعون إلى النار في الدنيا يقودون أقوامهم وأتباعهم إلى النار في الآخرة، ففرعون مثلاً:(يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)[هود: ٩٨] . وكل قادة الشر الذين يدعون إلى عقائد ومبادئ مخالفة للإسلام هم دعاة إلى النار، لأن الطريق الوحيد الذي ينجي من النار ويدخل الجنة هو طريق الإيمان (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار)[غافر: ٤١] ، كانوا يدعونه إلى فرعون وكفره وشركه، وهو يدعوهم إلى الله وتوحيده والإيمان به.
ولما كان الكفار دعاة إلى النار حرم الله على المؤمنين الزواج من المشركات، كما حرم على المؤمنات الزواج من المشركين (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون)[البقرة: ٢٢١] .
[المطلب الرابع: أعظم جرائم الخالدين في النار]
لقد أطال القرآن في تبيان جرائم الخالدين الذين استحقوا بها الخلود في النيران، ونحن نذكر هنا أهمها: