للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أنهم في مشيئة الله تعالى، وهذا منقول عن حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإسحاق، ونقله البيهقي في " الاعتقاد " عن الشافعي في حق أولاد الكفار خاصة، قال ابن عبد البر: وهو مقتضى صنيع مالك، وليس عنده في هذا شيء منصوص، إلا أن أصحابه صرحوا بأن أطفال المسلمين في الجنة وأطفال الكفار خاصة في المشيئة، والحجة فيه حديث: " الله أعلم بما كانوا عاملين ". (١)

وهذا القول حكاه أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة (٢) ، وهو اختيار شيخ الإسلام، فقد اختار أن أطفال المشركين في مشيئة الله، وأنهم يمتحنون في يوم القيامة، وعزا القول بذلك إلى أبي الحسن الأشعري والإمام أحمد، قال شيخ الإسلام: "والصواب أن يقال فيهم: الله أعلم بما كانوا عاملين، ولا يحكم لمعين منهم بجنة ولا نار، وقد جاء في عدة أحاديث أنهم يوم القيامة يمتحنون في عرصات القيامة يؤمرون وينهون، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وهذا هو الذي ذكره أبو المحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة. (٣)

وقال في موضع آخر: "أطفال المشركين الذين لم يكلفوا في الدنيا يكلفون في الآخرة، كما وردت بذلك أحاديث متعددة، وهو القول الذي حكاه أبو الحسن الأشعري في أطفال المشركين، كما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه سئل عنهم فقال: " الله أعلم بما كانوا عاملين ". (٤)


(١) فتح الباري: (٣/٢٤٦)
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (٤/٢٨١ – ٤٠٤) ، (٢٤/٣٧٢) .
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (٤/٢٨١ – ٤٠٤) ، (٢٤/٣٧٢) .
(٤) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (٤/٢٨١) .

<<  <   >  >>