للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- قول إمام الاتحادية ابن عربي الطائي، فإنه زعم أن أهلها يعذبون فيها مدة، ثم تنقلب طبائعهم نارية يتلذذون بالنار لموافقتها لطبائعهم، قال ابن حجر في الفتح: "وهذا قول بعض من ينسب إلى التصوف من الزنادقة ". (١)

٥- قول من زعم أن أهلها يخرجون منها، وتبقى على حالها خالدة لا تبيد.

٦- قول أبي هذيل العلاف من أئمة المعتزلة الذاهب إلى أن حياة أهل النار تفنى، ويصيرون جماداً لا يتحركون، ولا يحسون بألم، قال بذلك لأنه يقول بامتناع حوادث لا نهاية لها، فخالف الأدلة الصريحة القطيعة الثبوت بمقاييس عقلية باطلة.

٧- قول من قال: إن الله يخرج منها من يشاء، كما ورد في الأحاديث، ثم يبقيها شيئاً، ثم يفنيها، فإنه جعل لها أمداً تنتهي إليه. (٢)

والقول الأخير مال إليه البحر العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له، كما ذهب تلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى.

وقد تتابع العلماء في التأليف لبيان خطأ هذا المذهب، يقول ابن حجر العسقلاني بعد حكايته لهذا القول: "وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول، ونصره بعدة أوجه من جهة النظر، وهو مذهب رديء مردود على قائله، وقد أطنب السبكي الكبير في بيان وهائه فأجاد " (٣) ، وهذا الكتاب الذي أشار إليه هو


(١) فتح الباري: (١١/٤٢١) .
(٢) راجع في هذا المبحث المصادر التالية: شرح الطحاوية: ص٤٨٣، شرح عقيدة السفاريني (٢/٢٣٤) ، بقظة أولي الاعتبار لصديق حسن خان: ص٤١، فتح الباري: (١١/٤٢١) .
(٣) فتح الباري: (١١/٤٢٢) .

<<  <   >  >>