ملامح أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ الشخصية «مزاياه وصفاته»
[١ - هيئته]
لم يكن المحدثون يهتمون كثيرًا بذكر هيئة المترجم له إلا قليلا..، لذا لم أقف على ذكر لوصف هيئة الدَّارَقُطْنِيّ، غير أن محمد بن طاهر المقدسي نقل عن أبي القاسم بكر بن علي بن بكر بن علي بن حماد البندار قوله سمعت من علي بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ، وأخذت كتبي وحضرت جنازة الدَّارَقُطْنِيّ وصلي عليه في المسجد الذي في دار القطن سنة خمس وثمانين وثلاثمئة، وكان طوالاً أبيض.
إذن فالدَّارَقُطْنِيّ رحمه الله تعالى كان طويل القامة أبيض اللون.
[٢ - كثرة تلاوته للقرآن الكريم وحسن صوته]
إن المتأمل لحياة الدَّارَقُطْنِيّ يتبين له أن الدَّارَقُطْنِيّ كان يكثر من تلاوة كتاب الله تعالى، وكان حسن الصوت حتى تصدر للإقراء في آخر حياته، وقد تقدم قوله كنت أنا والكتاني نسمع الحديث، فكانوا يقولون يخرج الكتاني محدث البلد، ويخرج الدَّارَقُطْنِيّ مقرئ البلد فخرجت أنا محدثًا والكتاني مقرئًا.
وقال الذهبي: تصدر في أواخر أيامه.
ووصفه الحاكم بقوله وإمامًا في القراء.
[٣ - ورعه]
إن العلم الغزير الذي وهبه الله تعالى للإمام الدَّارَقُطْنِيّ يدل على تقوى الله تعالى، ويدل على ورعه وخشيته لله تعالى، قال الله تعالى " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
لذا وصفه الخطيب بقوله « ... مع الصدق والأمانة، والفقه والعدالة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب» .