بعد أن سمع الدَّارَقُطْنِيّ شيوخ بلده، ارتحل إلى البصرة، والكوفة، وإلى غير ذلك من مدن العراق، والتي كانت مركزًا من مراكز العلم والعلماء، فقد ارتحل إلى واسط للقاء شيوخها والرواية عنهم، ورحل إلى البصرة في حدود العشرين وثلاثمئة، كما أنه رحل إلى الكوفة للسماع من الحافظ أبي عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا الكوفي السوداني، قال الدَّارَقُطْنِيّ: كتبت ببغداد من أحاديث السوداني..، ثم مضيت إلى الكوفة لأسمع منه، ورحل إلى الشام، ومصر، والحجاز، قال الحاكم: دخل الدَّارَقُطْنِيّ الشام ومصر على كبر السن، وحج واستفاد وأفاد، ومصنفاته يطول ذكرها.
ورحل الدَّارَقُطْنِيّ إلى طبرية في الشام، ورحل إلى خوزستان للسماع من شيوخها.
[شيوخه وتلاميذه]
كان توسع الدَّارَقُطْنِيّ في الطلب والرحلة، مع ازدهار عصره بالعلم والعلماء، سببًا في كثرة شيوخه الذين تلقى عنهم، واستفاد منهم وتأثر بهم، لذا سأكتفي في هذا المقام بذكر طائفة من شيوخه وتلاميذه دون الإطالة بتراجمهم.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وبدر بن الهيثم القاضي، وأحمد بن إسحاق البهلول، وعبد الوهاب بن أبي حية، والفضل بن أحمد الزبيدي، وأبا سعيد العدوي، ويوسف بن يعقوب النيسابوري، وأبا حامد بن هارون الحضرمي، وسعيد بن محمد أخا زبير الحافظ، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد بن عيسى بن السكين البلدي، وإسماعيل بن العباس الوراق، وإبراهيم بن حماد القاضي، وعبد الله بن محمد بن سعيد الجمال، وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ، وخلقًا كثيرًا من هذه الطبقة، ومن بعدهم.
حدث عنه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، والحافظ عبد الغني، وتمام بن محمد الرازي، والفقيه أبو حامد الإسفراييني، وأبو نصر بن الجندي، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو مسعود الدمشقي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، وأبو الحسن العتيقي، وأحمد بن محمد بن الحارث، الأصبهاني النحوي، والقاضي أبو الطيب الطبري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وأبو الحسن بن السمسار الدمشقي، وأبو حازم بن الفراء أخو القاضي أبي يعلى، وأبو النعمان تراب بن عمر المصري، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، وحمزة بن يوسف السهمي، وخلق سواهم من البغاددة، والدماشقة، والمصريين.