(٢) أشكل على كثير من الناس حمل هذا الحديث على ظاهره، فمنهم من رده ومنهم من حمله على ما ظهر من مركوبات كالطائرات ونحوها، وقد أجاب عن ذلك الشيخ حمود التويجري ﵀ عدة أجوبة منها: أن يقال: إن الدجال يأتي بأمور هائلة من خوارق العادات، فيكون معه جنة ونار، ويقتل رجلًا ويحييه، ويأمر السماء أن تمطر ويأمر الأرض فتنبت، ويمر بِالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل، وتكون ثلاثة أيام من أيامه طوالًا جدًّا الأول منها كسنة، والثاني كشهر، والثالث كجمعة، أي: أسبوع، ومن كانت معه هذه الخوارق العظيمة فغير مستنكر أن يجعل الله له حمارًا عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعًا والله على كل شيء قدير. قال: ويرد هذا التأويل الفاسد - أي: القول بأن حمار الدجال من الآلات الحديثة للركوب - قوله في حديث حذيفة: "ولا يسخر له من الدواب إلا الحمار فهو رجس على رجس"، قال الحاكم (٤/ ٥٣٠): (صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وقال الذهبي: (على شرط الشيخين). انظر: "إتحاف الجماعة" للتويجري: (٣/ ١٢ - ١٧). (٣) رواه الحاكم في "المستدرك": (٤/ ٥٣٨) من حديث عبد الله بن عمر ﵄ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: منكر، ثم ذكر رجاله. (٤) في "السنن": (شيء من الأرض إلا وطئه). (٥) في "الأصل": (ثقب من ثقابها)، والتصويب من المصادر. (٦) في "الأصل": (ثقات) والتصويب من "المصادر". (٧) دلت الأحاديث الكثيرة على تحريم مكة والمدينة على الدجال، من ذلك حديث تميم الداري وفيه: يقول المسيح الدجال: "إني أنا المسيح الدجال، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها =