للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* "وإن من فتنته أن يركب حمارًا ما بين أذنيه أربعون ذراعًا (١) (٢)، وأنه يصيح ثلاث صيحات يسمعهن أهل المشرق وأهل المغرب" (٣).

* وأنه لا يبقى شيء (٤) إلا وطئه، وظهر عليه إلا مكة والمدينة، فإنه لا يأتيهما من نقب من نقابها (٥) إلا لقيته الملائكة صلتًا بالسيوف، حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند منقطع السبخة.

* وفي رواية: "وهو محرم عليه أن يدخل نقاب (٦) المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة (٧) فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من


(١) عند الإمام أحمد: (٣/ ٣٦٧) من حديث جابر بن عبد الله. ورواه كذلك الحاكم: (٤/ ٥٣٠)، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه). وقال الذهبي: (على شرط مسلم).
(٢) أشكل على كثير من الناس حمل هذا الحديث على ظاهره، فمنهم من رده ومنهم من حمله على ما ظهر من مركوبات كالطائرات ونحوها، وقد أجاب عن ذلك الشيخ حمود التويجري عدة أجوبة منها:
أن يقال: إن الدجال يأتي بأمور هائلة من خوارق العادات، فيكون معه جنة ونار، ويقتل رجلًا ويحييه، ويأمر السماء أن تمطر ويأمر الأرض فتنبت، ويمر بِالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل، وتكون ثلاثة أيام من أيامه طوالًا جدًّا الأول منها كسنة، والثاني كشهر، والثالث كجمعة، أي: أسبوع، ومن كانت معه هذه الخوارق العظيمة فغير مستنكر أن يجعل الله له حمارًا عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعًا والله على كل شيء قدير.
قال: ويرد هذا التأويل الفاسد - أي: القول بأن حمار الدجال من الآلات الحديثة للركوب - قوله في حديث حذيفة: "ولا يسخر له من الدواب إلا الحمار فهو رجس على رجس"، قال الحاكم (٤/ ٥٣٠): (صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وقال الذهبي: (على شرط الشيخين). انظر: "إتحاف الجماعة" للتويجري: (٣/ ١٢ - ١٧).
(٣) رواه الحاكم في "المستدرك": (٤/ ٥٣٨) من حديث عبد الله بن عمر وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: منكر، ثم ذكر رجاله.
(٤) في "السنن": (شيء من الأرض إلا وطئه).
(٥) في "الأصل": (ثقب من ثقابها)، والتصويب من المصادر.
(٦) في "الأصل": (ثقات) والتصويب من "المصادر".
(٧) دلت الأحاديث الكثيرة على تحريم مكة والمدينة على الدجال، من ذلك حديث تميم الداري وفيه: يقول المسيح الدجال: "إني أنا المسيح الدجال، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها =