للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وصية عروة بن الزبير (رحمه الله) لبنيه]

كان عروة بن الزبير (رحمه الله) يجمع بنيه، فيقول:

((يا بَنِيَّ! إن أزهد الناس في عالم أهله، فهلموا فاطلبوا العلم؛ فإن تكونوا صغار قوم لا يُحتاج إليكم، فعسى أن تكونوا كبار قوم آخرين لا يُستغنى عنكم.

واسَوْءَتا! ماذا أقبح من شيخ جاهل؟! (١).

يا بَنِيَّ! لا يُهْدِيَنَّ أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يُهديه إلى حريمه؛ فإن الله أكرم الكرماء، وأحق من اختير له.

يا بني! إذا رأيتم خَلَّةً رائعة من شر من رجل فاحذروه، وإن كان عند الناس رَجُلَ صدق؛ فإن لها عنده أخوات.

وإذا رأيتم خلة رائعة من خير من رجل فلا تقطعوا إنَاتَكم منه، وإن كان عند الناس رَجُلَ سوءٍ؛ فإن لها عنده أخوات ..

يا بني! الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم)).

{" الأمالي" لأبي علي القالي، و"مقدمة سنن الدارمي"، و"جامع بيان العلم " لابن عبد البر، و" شعب الإيمان " للبيهقي}.


(١) قالوا:" الجاهل صغير وإن كان شيخًا، والعالم كبير وإن كان حدثًا"، ولله در من قال:
تعلم فليس المرء يولد عالمًا ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عليه المحافل

<<  <   >  >>