للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وصية عتبة بن أبي سفيان لابنه]

عن العتبي قال:

قال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: كنت أساير أبي ورجل يقع في رجل (١)، فالتفت إليَّ أبي، فقال:

((يا بني! نَزِّه سمعك عن استماع الخَنَا (٢) كما تُنَزِّه لسانك عن الكلام به؛ فإن المستمع شريك القائل (٣).

ولقد نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو رُدَّتْ كلمةُ جاهل في فيه؛ لسَعِدَ رادُّها كما شقي قائُلها)). ("عيون الأخبار " للإمام ابن قتيبة رحمه الله).

[وصية زيد بن أسلم لابنه]

عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (رحمه الله) قال: كان أبي يقول:


(١) قال في " المصباح المنير":" وقع فلان في فلان وُقُوعًا وَوَقِيعة: سَبَّهُ وَثَلَبَهُ"، وفي "اللسان":" الوقيعة في الناس: الغيبة، وَوَقَع فيهم وقوعًا ووقيعة: اغتابهم، وهو رجل وَقَّاع وَوَقَّاعة أي: يغتاب الناس. وقد أظهر الوقيعة في فلان، إذا عابه".
(٢) الخنا: الفحش وقبيح الكلام.
(٣) والدليل على أن المستمع شريك القائل إذا أقره ولم ينكر عليه، قول ربنا (تعالى ذكره): {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء:١٤٠]، أي: إنكم إن قعدتم معهم مثلهم في الإثم. فالحذرَ الحذرَ.
فسمعك صن عن سماع القبيح كصون اللسان عن النطق به
فإنك عند سماع القبيح ... شريك لقائله فانتبه

<<  <   >  >>