للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا بني! مَثِّلْ لنفسك ماتستحسنه من غيرك مثالاً، ثم اتخذه إمامًا. وانظر إلى ما كرهته لغيرك فاجتنبه ودعه (١).

واعلم يا بني! أن مَن جمع بين الحياء والسخاء؛ فقد استجاد الحلة إزارها ورداءها)). ثم أنشأت تقول:

صاف الكرام وكن لعرضك صائنًا ... واعلم بأن أخا الحفاظ أخوك

الناس ما استغنيت عنهم أنت أخوهم ... فإذا افتقرت إليهم رفضوك!

(" الشعب "، و" صفة الصفوة "لابن الجوزى بتصرف).

وصية أمامةَ بنتِ الحارث زوجِ عوفِ بن مُحَلِّم الشيبانيّ لابنتها عند الزفاف

وهي وصية تطرب السامع، وتشنف المسامع، ينبغي لكل أم لَبَّةٍ (٢) حصيفة أن تتلوها على مسامع ابنتها عند الزفاف.

فقد ذكروا أن الحارث بن عمرو ملك كِنْدَةَ لما بلغه جمالُ ابنة عوف بن مُحَلِّم الشيباني، وكمالُها، وقوةُ عقلها، دعا امرأة مِن كندة يُقال


(١) يُروى أن نبي الله عيسى (صلى الله عليه وسلم) قيل له: مَن أدبك؟ فقال: ((ما أدبني أحد، ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته)) قال الإمام أبو حامد الغزالي:" ولقد صدق (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) .. فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم؛ لكملت آدابهم، واستغنوا عن المؤدِّبين " ا. هـ
(٢) أُمٌّ لَبَّةٌ: أي مُحِبَّةٌ عاطفةٌ.

<<  <   >  >>