للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان تَرِحًا (١)، والاكتئاب عنده إن كان فرحًا؛ فإن الخصلة الأولي من التَقصير، والثانية مِن التكدير.

وكوني أشدَّ ما تكونين له إعظامًا؛ يكن أشدَّ ما يكون إكرامًا.

وأشد ما تكونين له موافقة؛ يكن أطولَ ما تكونين له مرافقة.

واعلمي أنك لا تَصِلِين إلى ما تُحبين حتى تُؤْثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرهت، والله يَخير لك)).

فَحُمِلَتْ فَسُلَّمَتْ إليه، فَعَظُم مَوْقِعُهَا منه، وولدتَ له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن. {" مجمع الأمثال "للميداني، و" العِقد الفريد" لابن عبد ربه}.

[كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله]

وأختم هذا الكتابَ بذكر كتابِ طاهر بن الحسين لابنه عبد الله لما ولاه المأمونُ الرَّقَّةَ ومصرَ وما بينهما، وهو كتاب نفيس غاية قد ضُمِّنَ الدُّرَّ إلا أنه كَلِمُ، وحسبك دلالة على نفاسته قول ابنِ خلدون (رحمه الله) [المتوفى سنة ثمان وثمانمائة من الهجرة] في "المقدمة" (ص٣٢٢ - بتحقيقي) من كلامه على السياسة وكيف يقوم للسلطان أمره ويستقيم ملكه: ((ومن أحسن ما كتب في ذلك وأودع كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله بن طاهر لما ولاه المأمون الرَّقَّةَ ومصرَ وما بينهما، فكتب إليه أبوه طاهر كتابه المشهور، عهد إليه فيه،


(١) التَّرَح: نقيض الفرح.

<<  <   >  >>