- وقوله:((عُشْبَة الدار)) يريد: الهَجينة. وعشبة الدار: التي تَنْبُت في دِمنة الدار (١) وحولها عشب في بياض الأرض، فهي أفخم منه وأضخم؛ لأنها غَذَتْهَا الدِّمْنَةُ، وذلك أطيب للأكل رَطْبًا وَيَبَسًا؛ لأنه نبت في أرض طيبة، وهذه نبتت في دمنة فهي منتنة رطْبة، وإذا يَبِسَتْ صارت حُتَاتًا وذهب قُفُّها في الدمنة فلم يمكن جَمْعُهُ، وذلك يُجْمَعُ قُفُّهُ؛ لأنه في أرض طيبة. قال أبو العباس أحمد بن يحيى:((القف: ما يَبِس من البَقْل، وسقط على الأرض في موضع نباته)).
- وقوله:((كُبَّة القفا)) هي التي يأتي زوجُها أو ابنُها القومَ، فإذا انصرف من عندهم قال رجلٌ مِن جُبَنَاء القوم: قد واللهِ كان بيني وبين امرأةِ هذا الْمُوَلِّى أو أُمِّه أَمْرٌ!)).
وقال الإمام الماوردي (رحمه الله):
- الحنانة: التي تَحِنُّ لزوج كان لها.
- والمنانة: التي تَمُنُّ على زوجها بمالها.
- والأنانة: التي تَئِنُّ كسلاً وتمارضًا.
(١) أصل الدِّمن: ما تُدَمِّنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها، أي: تُلَبِّده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير. وفي الحديث الضعيف [وهو صحيح المعنى وإن كان غير صحيح المبنى]: ((إياكم وخضراءَ الدِّمَن)). قيل: وما خضراء الدِّمَن؟ قال: ((المرأة الحسناء في الْمَنْبَت السُّوء)). شَبَّه المرأة بما ينبت في الدِّمن من الكلإِ، يُرى له غضارة وهو وَبِيءُ الْمَرْعَى مُنْتِن الأصل. وقال أبو عبيد في "غريب الحديث": ((أراد فساد النسب إذا خيف أن تكون لغير رِشْدة. وإنما جعلها خضراء الدِّمَن؛ تشبيهًا بالبقلة الناضرة في دِمنة البعير. "اللسان".