للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى الطاغوت الذي أمرنا الله باجتنابه والكفر به، فأجاب بأن معنى الإله هو المألوه الذي تألهه القلوب وتحبه، وقد دلَّ صريح القرآن على معنى الإله وأنه المعبود كما في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلهُمْ يَرْجِعُونَ) [الزخرف: ٢٨].

قال المفسرون هي كلمة التوحيد (لا إِلَهَ إِلا اللهُ) لا يزال في ذريته من يعبد الله ويوحده، والمعنى جعل هذه الموالاة لله والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في ذرية إبراهيم، يتوارثها الأنبياء وأتباعهم بعضهم عن بعض وهي كلمة (لا إِلَهَ إِلا اللهُ) فتبين أن موالاة الله بعبادته والبراءة من كل معبود سواه، هو معنى لا إله إلا الله (١) اهـ.

وعلى ذلك فمن أباح الشرك، أو تولى المشركين، وذب عنهم، أو عادى الموحدين، وتبرأ منهم فهو ممن أسقط حرمة (لا إِلَهَ إِلا اللهُ) ولم يعظمها ولا قام بحقها، ولو زعم أنه مسلم، وأنه من أهلها القائمين بحرمتها (٢).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن (٣) في الآية المتقدمة إن


(١) انظر الدرر السنية (٢/ ١٤٣).
(٢) المصدر السابق (٩/ ٣٢٥).
(٣) هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، ولد سنة (١١٩٣) في بلدة الدرعية ونشأ بها وقرأ القرآن وحفظه وهو ابن تسع سنين ثم لازم حلق الذكر عند جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد توفي جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعمره ثلاث عشرة سنة، بعد ذلك تعلم على يدي كثير من العلماء الأجلاء ثم جلس لطلاب العلم يدرسهم علم التوحيد والفقه، وتولى قضاء الدرعية زمن الإمام سعود بن عبد العزيز وبعد سقوط الدرعية على يد إبراهيم باشا نقل الشيخ إلى مصر وذلك سنة (١٢٣٣هـ) وبقي بمصر ثمان سنوات قضاها في طلب العلم والتعليم، ثمَّ عندما استولى تركي بن عبد الله على نجد عام ١٢٤٠هـ كتب إلى الشيخ يطلب قدومه فقدم سنة (١٢٤١هـ) وتولى منصب قاضي الرياض، وتعلم على يديه خلق كثير توفي سنة (١٢٨٥) وله عدة ردود على ابن جرجيس وعثمان بن منصور وعلى عبد الحميد الكشميري، وشرح كتاب التوحيد لجده محمد بن عبد الوهاب إلى غير ذلك من الرسائل والشروح.
انظر: مشاهير علماء نجد تأليف عبد الرحمن بن عبد اللطيف (٥٨ - ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>