[المبحث العاشر: تغيير الأسماء لا يغير حقيقة المسمى وحكمه]
يعبر القرآن الكريم عن مفهوم الخيانة بكلمة الولاء للأعداء والتولي لهم، وهذا يبدو واضحا جليا في آيات القرآن الكريم المتناولة لهذا الموضوع، فإنه يطلق ذلك اللفظ على أولئك الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين فآثروا العدو والسعي في رضاه، علي رضي الله ورسوله وجماعة المسلمين وآثروا خدمة العدو الكافر على خدمة دين الإسلام ومبادئه العظام.
قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الأنفال: ٢٧] فقيل إنها نزلت في أبي لبابة رضي الله عنه حين أشار إلى بني قريظة عدم النزول على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه وقال: لا تفعلوا فإنه الذبح، وأشار على حلقة وقيل نزلت في قوم كانوا يسمعون الشيء من النبي - صلى الله عليه وسلم - فيلقونه إلى المشركين ويفشونه (١).
(١) انظر جامع النقول في أسباب النزول ابن خليفة عليوي (٢/ ٦٨) (ط-١)