للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعظم جريمة، وأشد ضررًا على الإسلام والمسلمين من موالاتهم خارج البلاد الإسلامية، وإن كان كلا الأمرين موجبًا للخروج من الإسلام.

ولم يحدث أن المسلمين صالحوا أعداءهم وهم في موقف المهزوم وأعداؤهم في موقف المنتصر، ثم احترم الأعداء شروط الصلح ولم ينقضوها (١). ذلك أن الأعداء ليس لديهم منطلق صحيح يمنعهم من الغدر والخيانة سوى قوة المسلمين والخوف من سطوتهم ولذلك فإن الذين يسعون لمصالحة اليهود هذه الأيام يجهلون حقيقة اليهود ويجهلون وصف القرآن لهم ويجهلون أحداث التاريخ:

قالوا السلام سبيلنا يا ويحهم ... أو يرجع الحق السليب سلام (٢)

ما أيد الحق المضاع كمنطق ... تدلى به شفة السلاح الدام (٣)

ولقد كانت الخنساء أوفى لأخيها من كثير من حكام البلاد الإسلامية لأمتهم حيث قالت:

ولن أسالم قومًا كنت حربهم ... حتى تعود بياضًا حلكة العار (٤)

[المحاربون من النصارى]

إن عداوة النصارى لأهل الإسلام لا تقل خبثًا ومكرًا عن عداوة اليهود ومكرهم، ولكن النصارى قد اتفقوا مع اليهود حيث وضع الصليبيون يدهم بيد اليهود في محاربة أهل الإسلام، وقد سيطر اليهود من أجل ذلك على زمام القيادة في معظم الدول النصرانية التي لا يمثل اليهود فيها إلا قلة قليلة، وهذه المودة والتعاون لم تكن موافقة عابرة وإنما أدرك هؤلاء الأعداء


(١) انظر صفحة ٥٧٦ من هذه الرسالة.
(٢) انظر شعراء الدعوة الإسلامية ج٣ ص١٠٨.
(٣) المصدر السابق ج٢ ص٥٩.
(٤) الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري ص٤٤ (ط - ١ - ١٣٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>