للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الدين فأدعه يوما واحدا في الأمارة فكل يأخذ حذره ويبدل ما كان عليه ومضى ما فيه الكفاية (١) اهـ.

ومما تقدم يتضح أن المداهنة مذمومة، وقد نهي عنها نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [سورة القلم: ٩].

والمداهنة مذمومة لأنها وسيلة إلى تزيين القبيح وتصويب الباطل والسكوت على المنكر فهي من الموالاة المحرمة (٢) اللهم إنا نعوذ بك من كل عمل يغضبك علينا، ومن كل سجية تقربنا من التشبه بالشياطين الساكتين والناطقين، أو أن نداهن في ديننا أهل الشبهات والشهوات والنفاق والكفر، إنك حسبنا ونعم الوكيل.

[المطلب الثاني: المداراة وحكمها والفرق بينها وبين المداهنة]

المداراة: هي درء الشر المفسد بالقول اللين، وترك الغلظة أو الإعراض عنه إذا خيف أشد منه، أو مقدار ما يساويه (٣).

حكم المداراة لأهل الشر والفجور:

تجوز مداراة أهل الشر والفجور فيما لا ينتج عنه قدح في أصل من أصول الإسلام وواجباته، وهذه المداراة ليست داخلة في مفهوم الموالاة المحرمة (٤) فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يداري الفساق والفجار فقد روى البخاري بسند منقطع قوله، ويذكر عن أبي الدرداء إنا لنكشر


(١) انظر الدرر السنية (١١/ ٨٥).
(٢) انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري (١٣/ ٥٢، ٥٣).
(٣) انظر الدرر السنية (١١/ ٨٥) وانظر (٧/ ٣٦).
(٤) المصدر السابق نفس المكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>