للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غوانم (١) وأنا أقول إنهم لحي فوائن (٢) فقال السامع أنا لا أقدر أن أقول: إنهم لحي فوائن فقال الشيخ: أنا أقول إنهم من العمي البكم (٣).

يشهد لهذا ما جاء عن بعض السلف قولهم: إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق (٤) فلو علم المداهن الساكت أنه من أبغض الخلق إلى الله وهو في تلك الحالة، لتكلم بالخير وصدع بالحق، ولو علم طالب رضا الخلق بترك الإنكار عليهم، أنه لن يناله من ذلك إلا غضب الله عليه، ومن يغضب الله عليه يغضب الناس عليه، كما ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس» (٥).

فالمداهنة سبب للغضب والعذاب في الدنيا والآخرة يقول الشاعر:

وثمود لو لم يداهنوا في ربهم ... لم تدم ناقتهم بسيف قدار (٦).

وعلى هذا فالحاكم المسلم يجب عليه موالاة أهل الإيمان ونصرتهم، وقمع أهل الباطل والبغي والفساد وكسر شوكتهم، وقد أخذ بهذا المبدأ عبد الله بن سعود بن عبد العزيز في رسالة بعث بها إلى أمراء بعض الجهات التابعة له، قال فيها: بلغنا الخبر أن بعض الأمراء متسلط على أهل الدين، بأمور ظاهرها حق وباطنها باطل ومغشة، ولا يفعل هذا أمير مع


(١) أي فائزة من غنم الشيء غنما أي فاز به، انظر المعجم الوسيط (٢/ ٦٧٠).
(٢) فوائن جمع فينة وهي الأمر الدريء
(٣) انظر الدرر السنية (٧/ ٣٩).
(٤) المصدر السابق نفس المكان.
(٥) انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (٣٥٠، ٣٥١) انظر سنن الترمذي (٤/ ٣٤).
(٦) انظر الدرر السنية (٧/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>