للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: ٦٤] ففي قوله (أَلا نَعْبُدَ) معنى (لا إِلَهَ) وفي قوله: (إِلا اللهُ) هو المستثنى في كلمة الإخلاص، فالولاء لله يتضمن البراءة من كل ما سواه (١) اهـ.

وفي رسالة أخرى من عبد الرحمن بن حسن، وعلي بن حسين (٢) وإبراهيم (٣) بن سيف، إلى بعض الإخوان قالوا فيها: إن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، ولا يحصل ذلك إلا بالبراءة من الشرك والمشركين باطنا وظاهرا كما ذكر الله عن إمام الحنفاء عليه السلام في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) [الزخرف: ٢٦، ٢٧] ومن الأدلة على هذا المعنى قول الله تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام: ٧٨، ٧٩] وقال تعالى: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [البقرة: ١٣٥] وقال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ


(١) الدرر السنية (٢/ ١٢٠)
(٢) هو الشيخ علي بن حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد بالدرعية وقرأ على علمائها وتولى القضاء بمدينة الدرعية في زمن سعود بن عبد العزيز وعندما استولى إبراهيم باشا على الدرعية فر المترجم له إلى عمان وقطر وأقام بها حتى تولى الإمام تركي ابن عبد الله فرجع إلى نجد وتولى قضاء حوطة بني تميم ثم نقل إلى قضاء الرياض وتوفي في آخر سنة (١٢٥٧ هـ).
انظر مشاهير علماء نجد (٥٣).
(٣) هو الشيخ إبراهيم بن سيف من تلاميذ الشيخ عبد العزيز الحصين تولى القضاء في ناحية سدير من قبل الإمام عبد الله بن سعود وابنه الإمام فيصل بن تركي انظر مشاهير علماء نجد (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>