للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن المحب يحب ما يحب محبوبه، ويبغض ما يبغض ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه، ويرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، ويأمر بما يأمر به، وينهى عما ينهى عنه، فهو موافق لمحبوبه فيما يأمر به وما ينهى عنه (١) والله تعالى يحب المحسنين ويحب المتقين، ويحب التوالين ويحب المتطهرين (٢) ونحن ملزمون شرعا بحب ما يحبه الله تعالى كما أننا ملزمون بعدم حب ما لا يحبه الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى، لا يحب الخائنين ولا يحب المفسدين ولا يحب المستكبرين (٣).

ونحن أيضا يجب أن لا نحبهم، وأن نبغضهم موافقة له سبحانه وتعالى في حب ما يحب وبغض ما يبغض.

فالمحبة التامة لله، مستلزمة الموافقة للمحبوب في محبوبه ومكروهه، وولاية من يواليه، وعداوة من يعاديه، ومن المعلوم أن من أحب الله المحبة الواجبة، فلا بد أن يبغض أعداءه ولا بد أن يحب ما يحبه الله من الأقوال والأفعال فيحب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذكر وتلاوة القرآن ونحن ذلك، ويجب الجهاد في سبيل الله وما دونه من أعمال الخير (٤) لأن كل ذلك من الأمور المحبوبة عند الله تعالى، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف: ٤].

فلا بد للمسلم أن يحب الله عز وجل أولاً ثم هذه المحبة لله تجعله يكون متواضعًا مع المؤمنين، ذا غلظة وعزة على الكافرين فإذا أصبح


(١) انظر شرح الطحاوية (٣١٧، ٣١٨).
(٢) انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم محمد فؤاد عبد الباقي (١٩٢).
(٣) المصدر السابق المكان نفسه.
(٤) انظر شرح الطحاوية (٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>