للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله» (١).

وقد ذكر في تفسير قوله تعالى: (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) [الكهف: ١٠٠، ١٠١]

إنهم هم الذين كانوا يعرضون عن القرآن الكريم، وعن الاستماع إليه، والتأمل في معانيه، والتدبر في آياته (٢).

وأخرج ابن حبان من حديث طويل عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني قال: «عليك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله»، قلت: يا رسول الله زدني قال: «عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر في السماء» (٣).

ويروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله عز وجل، ويروى عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: «لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله ورسوله».

وللقرآن تأثير مباشر على قوة الإيمان وضعفه، فكلما قويت الصلة بكتاب الله وتدبر معانيه، كلما ازداد الإيمان في النفس وظهرت آثاره على الأقوال والأفعال، وكلما ضعف الإيمان بضعف الصلة بكتاب الله وتدبر معانيه، كلما ازداد الإنسان بعدا عن محبة الله ومحبة رسوله ومحبة المؤمنين، وصار مهيئا لمحبة الكفار وأفعال الكفر وصفات الكافرين.


(١) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (١/ ١١٨) رقم الحديث (٢٥٨).
(٢) انظر تفسير الطبري (١١/ ٦٤) والطبري (١٦/ ٢٥) وفي ظلال القرآن (١٦/ ٤١٤).
(٣) انظر الترغيب (٣/ ٨) وانظر أحاديث تاريخ الخطيب (٧/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>