للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالفرح بحسن أحوال المسلمين والحرص على رضاهم، وإدخال السرور عليهم، والاهتمام بالمسلم أثناء تقديم حاجته، والإنصات إليه، كل هذه المعاني قد أمر بها الشرع وهي من حسن الخلق، فقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا» (١) حيث إنَّ عدم تقدير المتكلم وعدم المبالاة بكلامه أو الاهتمام به، وبما يطلبه يورث في نفس المتكلم ردود فعل خطيرة، ومداخل لشياطين الجن والإنس في إيقاع الفرقة ونشوء العداوة بين المسلمين.

وقد أمر الله عز وجل بفعل الخير في حق المسلمين جميعًا قال تعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: ٧٧].

ومما يثبت المودة ويزيد المحبة زيارة الأخ المسلم لإخوانه، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زار أهل بيت من الأنصار فطعم عندهم طعاما فلما أراد أن يخرج أمر بمكان من البيت فنضح (٢) له على بساط، فصلى عليه ودعا لهم (٣)، وورد في فضل الزيارة أحاديث منها ما رواه الترمذي وحسنه وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة رفعه: «من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد طبت وطاب ممشاك وتبوَّأت من الجنة منزلاً» (٤).

وفي حديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا: «حقت محبتي للمتزاورين فيَّ» (٥).


(١) المصدر السابق (١/ ١٧٤) رقم الحديث (٤٣٣).
(٢) أي: رش الماء على بساط انظر «المعجم الوسيط» (٢/ ٩٣٦).
(٣) رواه البخاري انظر: «فتح الباري» (١٠/ ٤٩٩).
(٤) المصدر السابق (١٠/ ٥٠٠).
(٥) انظر فتح الباري (١٠/ ٥٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>