للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في السراء والضراء، ولذلك روي عن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» (١).

والحكمة من إخبار الأخ أخاه بمحبته إياه لتحصل بينهما المودة والصلة والتزاور والمناصحة والتعاون، فتزداد المحبة وتتقوى الصلة بينهما وتتوثق عرى الأخوة بين الإخوة في الله (٢) حيث أن الأخ إذا عرف أنك تحبه أحبك على ذلك ومعرفة الحب تكون بالقول والفعل، فإذا حصل ذلك بدأ الحب يتزايد بين الجانبين ويتضاعف والمحبة بين المؤمنين مطلوبة في الشرع ولذلك أرشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أسبابها القولية والفعلية ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» (٣) هذا في أسباب المحبة القولية.

أما المحبة الفعلية فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت» (٤) وفي حديث آخر كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهداية ويثيب عليها (٥).

ومن مقتضيات الموالاة في الله أن يدفع المسلم عن أخيه في الله ذم


(١) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث صحيح انظر نزهة المتقين شرح رياض الصالحين (١/ ٣٥٢) رقم الحديث (٩/ ٣٨٤).
(٢) انظر: نزهة المتقين شرح رياض الصالحين (١/ ٣٥٢).
(٣) رواه مسلم انظر: صحيح مسلم (١/ ٧٤).
(٤) رواه البخاري انظر: فتح الباري (٥/ ١٩٩).
(٥) المصدر السابق (٥/ ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>