للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجبت لمصر تهضم الليث حقه ... وتفخر بالسنور ويحك يا مصر

سلام على الدنيا سلام على الورى ... إذا ارتفع السنور وانخفض النسر (١)

ويقول الشاعر:

ولا خير من قوم تذل كرامهم ... ويعظم فيهم نذلهم ويسود (٢)

إن من العقبات الشديدة في وجه الدعاة والمصلحين في هذا العصر تلك الجموع البشرية المضللة التي تعيش على هامش الحياة وهي سلاح قوي في يد أعداء الإسلام، ودعاة الضلال والانحراف، وهم لا يتكلفون في توجيه هؤلاء الدهماء ضد الإسلام والمسلمين، بأكثر من دغدغة عواطفهم بالمال والجنس ولغو الحديث، مع إيغار صدورهم ضد الحق ودعاته وعندئذ تكون هذه الفئة سلاحا بأيدي أعداء الإسلام والمسلمين.

إن انتشار هذه الفئة الجاهلة الغبية في معظم أقطار المسلمين كان من أهم أسباب ضعف الموالاة والمعاداة في الله ولذلك يجب على كل مسلم أن يساهم في حل هذه المشكلة الحادة المعقدة.

والحل لا يخرج عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإنما دورنا هو كيف نجعل الناس يفهمون الإسلام فهمًا صحيحًا ويلتزمونه قولاً وفعالاً.

والطريق في نظري لإفهام الناس ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: هو دور الاتصال الشخصي في نشر التصور الإسلامي الصحيح فلو أخذ كل منا على عاتقه إبراز مفاهيم الإسلام وقيمه العادلة للناس في كل لقاء يلتقي به مع غيره من الناس لكان لذلك أثر عظيم في جلاء ظلمة الجهل عن الناس وتصحيح نظرتهم للإسلام ومقاصد المسلمين.


(١) انظر مجلة الإصلاح عدد (٢٦) في جمادى الثاني (١٤٠٠) ص (١٨).
(٢) معجم الأدباء لياقوت الحموي (٨/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>