للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤساء أهل البدع منافقين زنادقة وهذا كفر ومن أهل البدع من يكون فيه إيمان باطن وظاهر، ولكن فيه جهل وظلم حتى أخطأ من السنة، فهذا ليس بكافر ولا منافق، ومن أهل البدع من يكون فيه عدوان وظلم يكون به فاسقًا أو عاصيًا، لا يرقى به إلى درجة الكفر. ومن أهل البدع من يكون مخطئًا ومتأولاً مغفورًا له خطؤه، وقد يكون مع ذلك معه من الإيمان والتقوى، ما يكون معه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه» (١).

الأصل الثاني: إن المقالة الواحدة يختلف حكمها بحكم قائليها فمن جحد وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، أو أباح الزنا والخمر والربا ونكاح ذوات المحارم، فهذه المقالة كفر بواح لا غبار عليها.

وقد يقول بذلك إنسان لم يبلغه الخطاب، ولم تبلغه الشرائع (٢) الإسلامية فلا يكفر بذلك، لأنه لا يحكم بكفر من جحد شيئًا مما أنزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يعلم أنه أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣). اهـ.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) عن رجل يفضل اليهود والنصارى على الغلاة من الفرق الباطنية.

فأجاب: أن كل من كان مؤمنًا بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو خير من كل من كفر به، وإن كان في إيمانه ذلك نوع من البدعة، سواء كانت بدعة التشيع، أو من المرجئة والقدرية وغيرهم، فإن اليهود والنصارى كفار كفرًا معلومًا بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق


(١) المصدر السابق ص٧.
(٢) روى عبد الله بن بسر أن أعرابيًا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأنبئني منها بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله». انظر سنن ابن ماجه ج٤ ص٤١٨ رقم (٣٨٥٥) وانظر مسند أحمد ج٤ ص١٨٨ - ١٩٠.
(٣) انظر فيما تقدم مذكرة في الملل والنحل أملاها الدكتور/ محمد رشاد سالم على طلاب قسم العقدية في كلية أصول الدين للعام الدراسي ٩٦/ ١٣٩٧هـ ص٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>