للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأبناء، وإذا قارنا بين آراء الزيدية في مسألة العصمة والإمامة والتقديس والرجعة والمعجزة والتقية والمهدية وتخطئة الصحابة، بآراء الشيعة الإمامة وببقية الفرق الأخرى لوجدنا أن هناك فرقًا كبيرًا بينهما، ولا يعني هذا خلو المذهب الزيدي من بعض المسائل والشوائب التي دخلت عليهم عن طريق التشيع لآل البيت فالمذهب الزيدي في جملته ينحو فيما يتعلق بالأسماء والصفات ونحو المعتزلة حيث إن زيد بن علي تتلمذ على يد واصل بن عطاء مؤسس مذهب الاعتزال في الأسماء والصفات (١).

وفيما يتعلق بالمسائل الإيمانية مخالف للمرجئة الذين يرون الإيمان مجرد التصديق بالقلب (٢)، كما أن المذهب الزيدي يحمل طابع التشدد في الدين في بعض القضايا، ويشترك الزيدية مع الشيعة في قولهم في الآذان: (حي على خير العمل). والتكبير خمس مرات في صلاة الجنازة، ورفض المسح على الخفين ورفض الصلاة خلف الفاجر، وعدم أكل ذبائح غير المسلمين (٣). هذا هو مذهب جمهور الزيدية، وقد شذ منهم بعض الفرق التي ضلت بسبب غلوها المفرط في التشيع وذلك مثل الجارودية وهم أتباع أبي الجارود بن المنذري العبدي، فقد خالفوا منهج الزيدية وضللوا الصحابة في اختيارهم غير الإمام علي (رضي الله عنه) ويرفضون إمامة أبي بكر (رضي الله عنه) وهم يعتبرون عند جمهور الزيدية، رافضة غلاة متطرفين. أما البترية، والسليمانية من فرق الزيدية فهما أكثر اعتدالاً من


(١) انظر كتاب الملل والنحل للشهرستاني ح١ ص١٢٠، ١٢٤، ١٦٦، (طبعة القاهرة ١٣٤٧هـ).
(٢) انظر دائرة المعارف الإسلامية ج١١ ص١٥.
(٣) انظر تاريخ الطبري ج٤ ص٢٦٤ - ٢٦٩ وانظر الفصل في الملل والنحل/ لابن حزم وبهامشه الملل والنحل للشهرستاني ج١ ص٢٠٧ - ٢١٨. وانظر دائرة المعارف الإسلامية ج١١ ص١٥ وانظر تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن/ أحمد حسين شرف الدين ص١٣٠ - ١٣١ وانظر فجر الإسلام/ أحمد أمين ص٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>