للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الكليني كبير محدثي الشيعة يروى في الكافي الذي هو عندهم بمنزلة صحيح البخاري تحت باب «أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا» ويروى عن جعفر أنه قال: «إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم» (١). وفي رواية مكذوبة على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه -كثيرًا ما يقول: «أنا قسيم الله بين الجنة والنار ... ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل- بمثل ما أقروا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ولقد حملت مثل حمولته، وهي حمولة الرب، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعى فيكسي، وادعى فأكسي ... ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي، علمت المنايا والبلايا، والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني أبشر بإذن الله، وأؤدي عنه» (٢). وهذا نماذج وغيض من فيض وإذا أردت أن تعرف ذلك مفصلاً فارجع إلى كتبهم المشار إليها أو إلى الكتب التي كتبت عن ذلك (٣). ولم يسلم من هذا الأمر حتى المتأخرين والمعاصرين منهم، رغم محاولتهم الشديدة في الاعتدال والبعد عن الغلو.

فهذا آية الله الخميني وهو من أشهر علمائهم المعاصرين ورئيسهم الحالي يقول عن الأئمة «وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا منزلة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل» (٤).

وقد جرهم الغلو في الأئمة والتقديس لهم إلى القول بعصمتهم من الخطأ وعدم حصول الذنوب منهم.

يقول: أحد كتابهم المعاصرين «اعتقادنا أن الأئمة معصومون


(١) الكافي في الأصول (باب كتاب الحجة ص٢٥٨ ج١ ط - إيران).
(٢) الكافي في الأصول - باب كتاب الحجة ص١٩٦، ١٩٧ ج١ ط - إيران.
(٣) انظر الخطوط العريض للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ص٢٥/ محب الدين الخطيب. وانظر الشيعة والسنة/ لشيخ الإسلام ابن تيمية.
(٤) الحكومة الإسلامية/ آية الله الموسوي الخميني ص٥٢ (ط-٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>