للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد هذا الاستعراض المفصل لموضوع الزواج بالكتابيات فإني لا أستطيع القول بإباحة هذا الأمر أو منعه، ولكنني أرى طرح هذا الموضوع أمام المجتهدين من العلماء ليروا فيه رأيًا نهائيًا، وفي حالة ترجيح الزواج بالكتابيات عليهم أن يضعوا شروطًا تفصيلية في حق الزوج والزوجة تقضي على التسيب الحاصل من الزواج بالكافرات في عصرنا الحاضر، ولكي لا تستغل أحكام الإسلام من قبل أناس هم أبعد الناس عن الإسلام وعن أهل الكتاب على حد سواء (١).

أما مسألة تزويج المرأة المسلمة بالرجل الكافر فقد حال الإسلام بين المرأة المسلمة وبين زواجها من غير المسلم، نظرًا إلى أن المرأة في غالب أحوالها ضعيفة الإرادة أمام زوجها، فيخشى عليها أن تطيعه في معصية الله أو أن توافقه في الردة عن دين الله، أو أن تواليه على ما يغضب الله، فلذلك منع الإسلام زواج المسلمة بغير المسلم، وأباح زواج المسلم بالكتابية على قول من قال بذلك مع بعض التحفظات على هذا الزواج (٢).

وبحكم الشرع الإسلامي يستحيل على المسلمة الزواج بغير المسلم (٣) ولم يرد قط حدوث حادثة تدل على الخروج على هذه القاعة طيلة قرون مضت (٤).

إلا أن أعداء الإسلام بجهودهم التنصيرية المركزة يحاولون كسر هذا الحاجز عن طريق بعض ضعاف الإيمان، أو من ينتسبون إلى الإسلام اسمًا لا حقيقة، وهم في مفهوم الإسلام الصحيح وفي واقع حالهم مرتدون خارجون عن الإسلام.


(١) انظر مجلة المسلمون العدد الخامس الجمعة ١ صفر ١٤٠٢هـ ص٦٠ - ٦١.
(٢) انظر كتاب الفقه على المذاهب الأربعة/ عبد الرحمن الجزيري ج٤ ص٧٦ - ٧٧.
(٣) انظر الدرر النسية ج٦ ص٣٣٤.
(٤) انظر أهل الذمة في الإسلام د/أ. س ترتون - ترجمة د/ حسن حبشي ص٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>