ذبح وصلب وتقتيل بإخوتنا ... كما أعدت لتشفي الحقد نيران
يستصرخون ذوي الإيمان عاطفة ... فلم يغثهم بيوم الروع أعوان
فاليوم لا شاعر يبكي ولا صحف ... تحكي ولا مرسلات عند شان
هل هذه غيرة أم هذه ضعة؟ ... للكفر ذكر وللإسلام نسيان (١)
فمآسي المسلمين أكثر من أن تحصر ومعظمها أشهر من أن يذكر ولكن حسبنا أن نذكر نماذج وأمثلة موجزة لأولئك المعذبين الذين لا ذنب لهم إلا أن يقولوا: ربنا الله، ومع ذلك تخلى عنهم أدعياء الإسلام وتركوهم وحدهم بين أنياب الوحوش القذرة في الشرق أو الغرب، أو أسلموهم إلى أيدي القصابين الأجراء العملاء لهذين المعسكرين، وكأن الأمر لا يعني هؤلاء المنتسبين إلى الإسلام في قليل أو كثير.
إنه ليس سهلاً على المسلم أن يقف متفرجًا وإخوانه في الإسلام يذبحون أمامه كما تذبح الشياه، وليس سهلاً على المؤمن أن يشاهد دولة كبرى - تعادي الإسلام - كروسيا الشيوعية تجتاح دولة إسلامية صغيرة ضعيفة كأفغانستان لتقتل أبناءها وتفتنهم عن دينهم وتشردهم من أوطانهم في مخيمات واهية يفترشون الثلج ويلتحفون صقيع النجوم ويأكلون القليل من الطعام.
إن المنافق يسكت عن هذا العمل ولا يبالي.
وإن الكافر يؤيد هذا العمل ولا يبالي.
وإن المؤمن هو الذي لا يرضى بذلك ولا يقر الضيم على الناس كافة فكيف بإخوانه في الإسلام؟ فهل نفد المؤمنون في بلاد الإسلام ولم يبق فيها إلا الكفار والمنافقون؟
هذا ما يظهر من لسان حال القاطنين في ديار الإسلام لأنه لو كان
(١) انظر كتاب أغاني الكفاح - بقلم شعراء الدعوة الإسلامية ص٦٥.