للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا لمن يستحق ذلك الولاء، ولكن أين من يفهم ذلك ويطبقه؟ لقد حصل في تونس ما لم يحصل في تاريخ الدول الإسلامية قط. فقد دخل الحزب الشيوعي الانتخابات كحزب معترف به من قبل الدولة ومن قبل المرتدين عن الإسلام من الشعب وكذلك دخل الاشتراكيون الذين هم فصيلة من فصائل الشيوعية وحصلوا على نسبة ٤.١٦% (١).

بينما وصف (مزالي) حركة الاتجاه الإسلامي بأنهم أقلية، وقبيل الانتخابات تم اعتقال أربعين عضوًا من أنصار الحركة الإسلامية واودعوا في غياهب السجون بدون ذنب إلا أن يقولوا: ربنا الله (٢). ولم تسجل لهم دوائر الانتخابات أي نسبة ولو ٩٩.١% (٣).

فقل لي بربك هل هذه دولة إسلامية؟ أم هل هذا شعب مسلم؟ يصوت فيه لصالح الماسونيين والشيوعيين والاشتراكيين، ويسدل الستار فيه على حزب الله وأهله، كأن لم يكن للإسلام والمسلمين وجود في هذه البقعة من العالم فإلى الله المشتكي، وهو وحده المرتجى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

والمغرب مثل تونس ومثل بقية البلاد الإسلامية، ففي المغرب يعتقل مجموعة من الشباب المسلم منذ خمس سنوات بدون محاكمة بتهمة قتل أحد الدعاة إلى الشيوعية الماركسية (٤).

فيا ترى لو كان المقتول مسلمًا بأيدي الشيوعيين هل يعتقل الشيوعيون مثل هذه المدة؟ وهل يعاملون بمثل ما يعامل به المسلمون داخل السجون من قتل وإهانة وتعذيب؟ أم أن الوضع يختلف بالنسبة لغير المسلمين؟.


(١) انظر مجلة اليمامة عدد (٦٧٦) في ٢٤/ ١/١٤٠٢هـ ص٣٦ - ٣٧.
(٢) انظر المجتمع عدد (٥٣٨) في ١١/ ١٠/١٤٠١هـ ص١٨ - ٢٥.
(٣) انظر مجلة اليمامة عدد (٦٧٦) في ٢٤/ ١/١٤٠٢هـ ص٣٦ - ٣٧.
(٤) انظر المجتمع عدد (٤٨١) السنة الحادية عشرة في ٥/ ٧/١٤٠٠هـ ص٣ وص١٦ - ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>