للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألسنة تهذي لتضليله ... وأنمل تمتد إلى سلبه (١)

وواقع المسلمين اليوم من الموالاة في الله والمعاداة فيه هو ما يصوره شاعر الدعوة في قوله ما يلي:

أيها القوم أعيروا سمعكم ... إنني أقذف نارًا لا كلامًا

ما أنا الشاكي ولكن أمة ... أصبحت تشكو كما يشكو اليتامى

تبصر الشر ولا تنكره ... وعن المعروف جنبًا تتحامى

وتداري كل دجال ولو ... بث في أبنائها الرأي الحراما

وترجى من أعاديها الهدى ... وتواليهم قضاء واحتكامًا

كم صفيق الوجه صفقنا له ... وسفيها قد جعلناه إمامًا

بحت الأصوات في تمجيده ... وهو للأعداء سهمًا وحساما

وشريف القصد شهرنا به ... وظلمناه اعتداء واتهاما (٢)

وقد يسأل الإنسان نفسه سؤالاً لماذا يُحَارَبُ الإسلام بهذه القوة والوحشية حتى من بعض أدعياء الإسلام؟.

والجواب على ذلك هو أن أعداء الإسلام على اختلاف نزعاتهم وتعدد مذاهبهم قد اتفقوا على شيء واحد وهو حرب الإسلام ومقاومته، وذلك أن الدين الإسلامي يفسد عليهم خططهم ومآربهم الدنيئة التي لا تعيش إلا في ظل مجتمع ونظام جاهلي يتخذ من الأفراد آلهة من دون الله.

(أ) فالاستعمار:

يعلم علم اليقين أنه لا حياة له مع وجود الإسلام ... لأنه - أي الإسلام - يحتم على أتباعه أن يكونوا أعزة في ديارهم كرامًا في أوطانهم وهذا أمر لا يقره الاستعمار ولا يرضاه.

(ب) الطغاة والمتجبرون والمستعبدون:

واثقون كل الثقة بأن لا وجود لهم عند وجود الإسلام الحقيقي لأن


(١) المصدر السابق ج١ ص٣٤.
(٢) المصدر السابق ج٥ ص٢٤ - ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>