قال: فطرقته بالليل، فلما سمع حسي جعل يتعوذ بالله فقلت: إن ابن عمك يقرئك السلام ويقول: هذه راحلة ونفقة، فخذها وحللني من ترويعي لك، وامض حيث شئت.
فقال: هو في حل وفي سعة، ولا حاجة بي إلى راحلته ونفقته.
فقلت: لا، بل تأخذها فهو مما يشكره لك.
فأخذها ومضى في الليل.
ثم صرت إلى ابن جريج، وعباد، وسفيان الثوري، فأطلقتهم وقلت: حللوا الأمير ولا يظهرن أحد منكم ما دام المنصور حيا.
فحللوه وانطلقوا.
وحضر الموسم، وجاء المنصور حاجا، فلما قرب من مكة وجه معي محمد بن إبراهيم بألطاف أتلقاه بها وهدايا، فلما قيل للمنصور:«هذا رسول محمد بن إبراهيم وألطاف معه» ، أمر بالإبل فصرفت حتى عدل بها عن الطريق.
ثم لحق به محمد بن إبراهيم متلقيا له ففعل به مثل ذلك.
وأبو جعفر يشك ومعادله الربيع، وصار محمد بن إبراهيم في أخريات الناس، فلما صاروا إلى بئر ميمون، أناخ أبو جعفر حجرة عن الطريق، ثم رحل، وتخلف عنه محمد بن إبراهيم ومعه طبيب له، حتى جاء مناخ أبي جعفر فنظر الطبيب إلى رجيعه فقال لمحمد: