٦٨ - كرامة لابن وهب، أكرمه الله تعالى بها، في كتاب الورع لأبي الغمر محمد بن مسلم.
حدثنا أبو يحيى، زكريا بن يحيى الوقار، قال: ثنا ابن وهب، قال: كنت أتمنى على الله ثلاثمائة دينار، أنفقها في طلب الحديث، فبينا أنا ذات ليلة، قائم أصلي، إذا برجل قد أقبل، ومعه قرطاس مربوط، فوضعه على نعلي ثم ذهب.
فصليت العشاء الآخرة، ثم أخذت القرطاس، فوجدته ثقيلا، فظننته رقة أهداها إلي أخ لي، فجئت البيت ففتحته، فإذا فيه ثلاثمائة دينار لا تزيد ولا تنقص، والحمد لله رب العالمين ما كان أحوجنا إلى مثل هذا.
اللهم آتنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
٦٩ - أخبرنا أبو محمد بن عتاب، عن أبيه، قال: أنا يونس بن عبد الله، قال: ثنا يحيى بن مالك بن عائذ، قال: ثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بمصر، قال: ثنا أبو عبد الله بن أحمد القاضي، قال: ثنا أحمد بن عبد الوهاب، قال: ثنا عبد العزيز بن موسى قال: ما رأيت أحدا قط أعبد لله عز وجل، ولا أشد خوفا من بزيع بن زريع، أخي يزيد بن زريع، وكان قد دبرت مواضع السجود من جسده ووجهه.
ولما مات زريع أبوه خلف مالا كبيرا، ورباعا ودينا عريضة، فلم يأخذ بزيع ولا يزيد أخوه من ميراثه شيئا، وتركا ذلك، فأخذه أقاربهما وهما حاضران قد سلما لهم ذلك.
وكان بزيع هذا مجاب الدعوة من وقته وساعته، ولقد أتاه يوما رجل من جيرانه، كان بزيع يعرف بالعفاف والخير والستر.