أخبرنا ابن عتاب، عن أبيه، قال: ثنا يونس بن عبد الله، قال: ثنا أبو القاسم خلف بن محمد الخولاني المؤدب، رحمه الله، قال: ثنا أحمد بن مروان القاضي بمصر، قال: ثنا إسماعيل بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة أتى محمد بن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأتعظ بها أياما.
قال مالك: وكان محمد بن المنكدر يصلي في منزله إلى نصف الليل، وكان أبو بكر أخوه في المسجد النصف الأول، فكانا يلتقيان في موضع واحد في نصف الليل، أكثر من عشرين سنة إلى أن ماتا.
وقال مالك: جاء المنكدر إلى عائشة رضي الله عنها يسألها شيئا فقالت: والله ما عندي شيء في وقتي هذا، وإن حقك علي لواجب، اللهم سهل لنا ما نرضي به المنكدر.
فإذا داق يدق الباب، وإذا هو رسول معاوية قد وجه إلى عائشة بعشرة آلاف وجبت لها من العطاء الجاري على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفيء.
فقال عائشة للمنكدر: دونك هذه العشرة آلاف درهم، فإنما الله ساقها إلينا من أجلك.
فأخذها المنكدر، ودخل بها السوق، فاشترى بها جارية فارسية بعشرة آلاف، فولدت له محمدا وأبا بكر وعمر فكانوا عباد أهل المدينة رحمهم الله.
١٣٥ - قال يونس وحدثنا أبو زكرياء بن عائذ، قال: ثنا إبراهيم بن أحمد، قال: ثنا عبد