الغرفة نسمع عليه، فلم ننشب أن صعدت تلك المرأة في الدرج، ومعها حدث فقالت له: هذا ابني عتيقك الذي كنت وعدتني بإطلاقه انطلق والحمد لله.
فسأله الشيخ ونحن نسمع كيف كان أمره؟ .
قال: كنت أرعى غنما للعلج الذي أسرني بالنهار، حتى إذا كان الليل ضمني إلى مطمورة أبيت فيها، وأنا مكبول، فبينا أنا في تلك المطمورة ليلة كذا فذكر الليلة التي كان مبيت الشيخ عند صاحبه بربض الرصافة فيها إذا انفتح الكبل الذي كان علي، فأخذني الخوف من العلج، وخشيت أن يظن أني تحيلت فيه، فلما أصبح عرفته فأوثق الكبل وزادني ثانيا، فلما كانت الليلة الثانية ونمت انتبهت إلى انفتاح الكبلين جميعا، فضربت حائط المعمورة حتى سمعني وأتى، فأعلمته فأوثق الكبلين وزادني ثالثا، ومضى إلى قوم كانوا يسامرونه في بيته من أهل بيته، فأعلمهم فعجبوا من ذلك، فلما عدت إلى النوم انفتحت الكبول كلها، فأعلمته بالأمر فعجب هو ومن كان معه، وقصد إلى رجل كبير كان لهم، فأعلمه بذلك فقال له:«أطلقه فإن هذا من الله وأخشى إن حبسته أن يدور عليك أمر كبير» .
قال: فأطلقني وخرجت كما ترى والحمد لله فتبارك الله اللطيف الخبير.
قال يونس: وكان إخبار أبي رحمه الله بهذا الحديث، وإسماعيل حتى في اليوم الذي أخبره به إسماعيل، وذلك يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمسين وثلاثمائة، وأنا في ذلك اليوم ابن إحدى عشرة سنة وشهرين.
١٣٧ - قصة أخرى تشبهها.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحافظ غير مرة، قال: ثنا أبو بكر بن طرخان ببغداد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، قال: ثنا أبو القاسم عبد الكريم بن